كان سكان نيويورك الأصليون الأوائل يدعون بالشعب اللينابي، وهم شعب من الألغونكوين الذين كانوا يصطادون ويزرعون في المنطقة الواقعة بين نهري ديلاوير وهدسون.
بدأ الاستكشاف الأوروبي في القرن السادس عشر، حيث كان Giovanni da Verrazzano من أوائل من أبحروا على طول ساحل المحيط الأطلسي بحثاً عن طريق آسيوي. ومع ذلك، لم تنشئ شركة الهند الغربية الهولندية مستوطنة في ” Nutten Island“ (جزيرة الحاكمين الآن) تسمى نيو أمستردام حتى عام 1624. وفي عام 1626، قام Peter Minuit، الحاكم العام للمستوطنة، بشراء جزيرة مانهاتن من السكان الأصليين مقابل بضائع تجارية. نمت أمستردام الجديدة بسرعة، وأصبحت في النهاية مدينة نيويورك.
في عام 1664، استولى البريطانيون على أمستردام الجديدة، وأعادوا تسميتها مدينة نيويورك. وعلى مدار القرن التالي، تضخم عدد سكان المدينة بالمهاجرين من هولندا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى الخدم المستأجرين والعبيد الأفارقة. وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الثامن عشر، أصبحت مدينة نيويورك مركزاُ للنشاط المناهض للبريطانيين، احتجاجاً على إجراءات مثل قانون الطوابع. وعلى الرغم من المقاومة، سقطت المدينة في يد البريطانيين عام 1776 أثناء الحرب الثورية. وكانت بمثابة قاعدة عسكرية بريطانية حتى عام 1783.
بعد الحرب، انتعشت مدينة نيويورك سريعاً. وبحلول عام 1810، أصبحت ميناءً حيوياً، ولعبت دوراً هاماً في اقتصاد القطن. وسهلت قناة Erie، التي اكتملت في عام 1825، التجارة بين المدينة والمناطق الزراعية النائية المتنامية. ارتفع عدد سكان المدينة، وبحلول عام 1760، تجاوزت بوسطن لتصبح أكبر مدينة في المستعمرات الأمريكية. وبحلول عام 1860، أصبحت أكبر مدينة في نصف الكرة الغربي.
توافد المهاجرون من جميع أنحاء العالم إلى شواطئ نيويورك، مما خلق تنوعًا في الثقافات. وتتميز أحياء المدينة – مانهاتن وبروكلين وبرونكس وكوينز وستاتن آيلاند – بطابعها المميز. فمن المستوطنين الهولنديين إلى المواطنين العالميين اليوم، تشكلت نيويورك على يد عدد لا يحصى من الأفراد. فقد ترك ألكسندر هاملتون، ووالت ويتمان، وإيما غولدمان، وجي بي مورغان، وفيوريلو لا غوارديا، وجين جاكوبس، وحتى جاي زي تركوا بصماتهم.
من خلال ما يقرب من 450 قطعة وصورة تاريخية، يجسد معرض ” New York at Its Core“ في متحف مدينة نيويورك روح المدينة. فهو يمثّل الابتكار والصراع والرؤية – ولا يقتصر المعرض على الشخصيات المشهورة فحسب، بل يسلّط الضوء على شخصيات أقل شهرة مثل زعيم قبيلة ليناب بنهاويتز وسوزي روكو المقيمة في الجانب الشرقي السفلي. حتى سكان المدينة من الحيوانات – الخنزير والقندس والمحار – يلعبون دورًا في قصتها.
بينما تستمر نيويورك في التطور، تظل مركزاً عالمياً. فناطحات السحاب، والمتاحف، والمسارح، والمعالم الأيقونية التي تميزها تحدد ملامح الحياة الحضرية الحديثة.