يعتبر جسر “ويليامزبرغ” (Williamsburg Bridge) أحد المعابر الرئيسية فوق نهر “إيست ريفر” (East River) إذ يربط مانهاتن وبروكلين، عند افتتاحه لأول مرة عام 1903 كان الجسر بمثابة أطول جسر معلق بالعالم، حيث كان مصمماً لعبور الخيول وعربات القطار، إلى أن تم استبدال مسارات السكك الحديدية بطرق معبدة بعد أن أصبحت السيارات وسيلة النقل الرئيسية.

شارك في تصميم الجسر نخبة من المهندسين في ذاك الوقت وعلى رأسهم “ليفيرت إل.باك” (leffert L.Buck) ، يعتبر جسر “ويليامزبرغ” آخر جسر معلق معتمد على “نظرية المرونة في البناء، إذ يحتوي  الجسر بتصميمه على امتدادين جانبين غير معلقين، كل منهم مدعم بأبراج جمالونية فولاذية صلبة بدلاً من أبراج البناء الضخمة التي كانت تستخدم في الجسور من قبل مثل جسر “بروكلين”.

تم الاعتماد في تصميم الجسر على استخدام الفولاذ في بناء الأبراج بدلاً من استخدام أبراج البناء الحجرية الضخمة كما الحال في جسر “بروكلين”، جاء هذا القرار بتوصية من المهندس “ليفيرت إل باك”، الأمر الذي ساهم بالتقليل من حجم الأساسات والخفض من كلفة وزمن الإنشاء، إذ تم إنجاز الجسر في سبع أعوام وبتكلفة إجمالية قدرها 24 مليون دولار.

اقرأ أيضاً: “جسر مانهاتن” (Manhattan Bridge)

ولكن بعد أقل من عشر سنوات أبدى المهندسون مخاوفهم من ترهل الجسر تحت وطأة المرور الكثيفة، وفي عام 1988 تم إغلاق الجسر أمام حركة السيارات ومترو الأنفاق لأسباب تتعلق بالسلامة بعد أن تم الكشف عن تآكل بعض العوارض الفولاذية  بفعل المياه المالحة وتأجيل أعمال الصيانة لسنوات خلال الأزمة المالية في المدينة، تم اعادة فتح الجسر تدريجياً وبدأ مشروع إعادة إعمار الجسر على مدى  15 عاماً.

 يصل الطول الإجمالي للجسر إلى 2200 متراً ويشهد ليومنا هذا حركة مرور كثيفة معظم أوقات النهار، بعد أن تم الاستغناء عن السكك الحديدية تم تقسيم الجسر إلى 6 ممرات للمركبات وخطوط مترو الأنفاق J/M/Z  وممر واحد للمشاة، كما تم تعيين الجسر كمعلم وطني للهندسة المدنية عام 2009.

المصادر:

https://www.nyc.gov/html/dot/html/infrastructure/williamsburg-bridge.shtml#previous

https://www.ascemetsection.org/committees/history-and-heritage/landmarks/williamsburg-bridge

https://www.asce.org/about-civil-engineering/history-and-heritage/historic-landmarks/williamsburg-bridge