جبران خليل جبران و الرابطة القلمية في نيويورك

الرابطة القلمية هي جمعية أدبية أسسها أدباء مُهاجرون سوريون ولبنانيون في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920.

لمعرفة أسباب تأسيس جمعية الرابطة القلمية، فيجب أن نعود إلى الحركة الثقافية التي بدأت في مصر وانتشرت عبر جميع الدول العربية الواقعة تحت حكم الدولة العثمانية, من ضمنها سوريا الكبرى (التي تشكل حالياً سوريا ولبنان وفلسطين وأجزاء من الأردن والعراق وتركيا)، سُميت هذه الحركة بـ “النهضة”، كانت هذه المرحلة (1870-1950) كبيرة الشأن في التاريخ الحديث للأدب والثقافة العربية، حيث شهد العالم العربي نهضةً ثقافية لم يشهدها منذ عصر النهضة الإسلامية بين القرن 8 والـ 14.

بدأت فكرة الرابطة القلمية عام 1916 إلا أنها تأسست رسمياً عام 1920 في نيويورك على يد نخبة من الأدباء. في كتابه “جبران ـ حياته، موته، أدبه، فنّه” ذكر ميخائيل نعيمة أن الرابطة تأسست بعد جلستين، عُقدت أولاهما في منزل عبد المسيح حداد، مالك ورئيس تحرير جريدة “السائح النيويوركية العربية”، وورد في محضر هذه الجلسة التي دوّنها نعيمة بيده على حد تأكيده، أن أحدهم اقترح وجود رابطة لأدباء المهجر تضم قواهم وتوحد مسعاهم في سبيل اللغة العربية وآدابها، فلاقت الفكرة استحسان كل الأدباء الحاضرين ومن أهمهم جبران خليل جبران، نسيب عريضة، وليم كاتسفليس، ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي… وبعد بضعة أيام، عُقدت الجلسة الثانية والحاسمة في منزل جبران بحضور الأدباء، الذين حضروا الجلسة التمهيدية. تمت الموافقة على دستور الجمعية، وانتخب المؤسسون جبران عميداً للرابطة، وميخائيل نعيمة مستشاراً، ووليم كاتسفليس خازناً، وكلفوا نعيمة مهمة تنظيم قانونها.

لعل أهم ما يؤكد على الأثر الذي أحدثته الرابطة القلمية هو نشر كتاب جبران خليل جبران “النبي” وهو من أهم كتب جبران وقد تمت ترجمته إلى أكثر من 100 لغة ويُعدّ الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ. 

ظلت هذه الرابطة في ذاكرة كل عربي حتى بعد تفككها بموت جبران سنة 1932 حيث أصبح وجود هذه الرابطة ونتاجاتها الفكرية واضحاً من خلال تدريس أدب هؤلاء الأدباء في المناهج الدراسية في مختلف البلدان العربي بالإضافة إلى مناقشتها في رسائل الدكتوراة.

قام أعضاء الرابطة بنشر الجرائد والصحف العربية مثل مجلة “الفنون” وجريدة “السائح” ومجلة “السمير”.