صحيفة “كوكب أمريكا” أو “نجمة أمريكا”، أول صحيفة تصدر باللغة العربية في الولايات المتحدة. وتأسّست في 15 نيسان 1892، على يد الأخوين الأربيلي، إبراهيم ونجيب، الذان يندحدران من أصولاً سوريّة، وقد لعبت هذه الجريدة دوراً أساسياً في المجتمع العربي الأمريكي وخارجه.
في بداياتهم، قام الأخوان أربيلي، اللذان كانا عضوين في كنيسة الروم الأرثوذكس، بتأسيس مجلة كوكب أمريكا في مدينة نيويورك.حيث كان هدفهم إنشاء صحيفة ثنائية اللغة وغير طائفية، تكوّن جسر بين الشرق والغرب.
وقد وصفت النسخة الأولى من الصحيفة بأنها “صحيفة أسبوعية مكرسة لتطوير العلاقات والتفاهم بين الشرق والغرب”.
كانت مجلة “كوكب أمريكا” تلبي ثلاثة جماهير متميزة:
المقيمون العثمانيون، والعرب الأمريكيون، والمجتمع الأمريكي الأكبر. في البداية نُشِرت الصّحيفة باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت تهدف إلى معالجة القضايا التي تهم بالمجموعات هذه. ولكن بعد مرور عام، توقفت النسخة الإنجليزية لتركز على المستخدمين الناطقين بالعربية.
تضمّن مُحتوى الصّحيفة أخباراً ومقالات ثقافية تروّج للوحدة بين الطّوائف المُختلِفة، كتبها أفراد من مختلف الأديان، مما يعكس نهجها العلماني على الرغم من خلفية المؤسسين الأرثوذكسية.
كان لمجلة كوكب أمريكا تأثير كبير على المجتمع العربي والعربي الأمريكي. فقد قُدّر توزيعها في مدينة نيويورك وحدها بما يتراوح بين 400 و800 نسخة بحلول عام 1894، ووفرت مصدراً فورياً للمهاجرين العرب يبقيهم على اتصال بتراثهم والأحداث الآنية. كما حظيت الصحيفة بتغطية واسعة النطاق في الجرائد الأخرى التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وتهنئة حارة من المعلمين والشّعراء والدينيين في جميع أنحاء سوريا.
وتمّ الإحتفال بإطلاق الصحيفة في الولايات المتحدة والعالم العربي على حد سواء، مما يسلط الضوء على أهميتها كجسر ثقافي وإعلامي. وقد امتلأ المقر الرئيسي في نيويورك بالسوريين والمراسلين الأمريكيين، مما يعكس شعبيتها وتأثيرها الواسع.
على الرغم من نجاحها، واجهت “كوكب أمريكا” تحديات، لا سيّما في الحفاظ على رؤيتها العابرة للحدود. فقد أشار أبراهام ريباني، الذي عمل محرراً في الجريدة، إلى أن معظم المشتركين كانوا من سكان الدولة العثمانية، وكان الاعتماد عليهم كبيراً لدرجة أن بقاء الصحيفة كان مقيّداً باستمرار دعمهم.
كانت “كوكب أمريكا” أكثر من مجرد صحيفة؛ فقد كانت نتيجة جهد كبير يهدف بشدة لربط وتوحيد المجتمعات المتنوعة عبر الحواجز الجغرافية واللغوية والدينية. ويستمر إرثها حتى الآن كأول صحيفة عربية أمريكية لمساهماتها في التفاهم الثقافي وبناء المجتمع.